تشير التوقعات إلى أن السوق العالمية للمطابخ السحابية ستصل إلى قيمة ١٨٥,٤٩ مليار دولار بحلول عام ٢٠٣٣، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ ١٠,٩٧٪، وهذا النمو السريع يعكس التحول الكبير الذي يشهده قطاع الأغذية و الضيافة نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة والتخلي عن النماذج التقليدية.

وفي حين أن مفهوم المطابخ السحابية كان في البداية مقتصرًا بشكل رئيسي على المطاعم والمشاريع الغذائية، إلا أنه أصبح الآن جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الفنادق للاستفادة القصوى من بنيتها التحتية وزيادة إيراداتها.

فالمطابخ السحابية، أو ما يُعرف بالـ " Cloud Kitchens "، هي مطابخ متخصصة لتحضير الأغذية للتوصيل فقط دون الحاجة إلى وجود صالة طعام داخلية، وتعمل هذه المطابخ بالكامل عبر القنوات الرقمية مثل التطبيقات الإلكترونية ومنصات الطلب عبر الإنترنت، مما يتيح لها الوصول إلى شريحة واسعة من العملاء دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في الديكورات أو تجهيزات صالات الطعام التقليدية.

يمكنك أيضًا قراءة:

   ما هي المطابخ السحابية وأنواعها وأسس تكوينها؟ 

   ما المعايير الحديثة التي تعتمد عليها الفنادق في تخصيص خدمات الضيافة ؟ 

   التسويق بالرائحة .. استراتيجة متطورة لزيادة الإقبال في الفنادق 

وفي ظل التطورات الاقتصادية الحالية، بدأت العديد من الفنادق في تبني مفهوم المطابخ السحابية كجزء من استراتيجياتها لتوسيع نطاق خدماتها، حيث اعتمدت الفنادق ثلاثة نماذج رئيسية لتنفيذ هذا المفهوم، والتي تسعى من خلالهم إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة إيرادات الفندق من خدمات الطعام، وهم كالآتي:

١- تأجير المطابخ السحابية : 

تعتمد بعض الفنادق في الاستفادة من مساحاتها غير المستغلة من خلال تأجير مطابخها لجهات أو شركات خارجية تتولى إدارة عمليات تحضير الطعام والتوصيل بالكامل، ويتيح هذا النموذج فرصة للفنادق في تحقيق دخل ثابت من هذه المساحات غير المستخدمة، مما يسهم في زيادة إيرادات الفندق دون الحاجة إلى تشغيل مطبخ داخلي.

ويُعتبر هذا الحل مثاليًا للفنادق التي تسعى إلى تحقيق أرباح إضافية من بنيتها التحتية المتاحة دون الحاجة إلى استثمارات إضافية في تشغيل مطاعم متنوعة، وبجانب الفوائد التي تجنيها الفنادق من هذه الشراكة، تحقق كذلك المطابخ السحابية مكاسب كبيرة، فهي تستفيد من استخدام البنية التحتية المتطورة التي توفرها الفنادق ، مثل المطابخ المجهزة والمرافق الحديثة، بتكلفة أقل مقارنةً بإنشاء مطابخ خاصة بها.

وهو ما يتيح لها فرصة توسيع نطاق خدماتها لتشمل العملاء المحليين ونزلاء الفندق على حد سواء، كما أن المطابخ السحابية قد تحصل على دعم إضافي من موظفي الفندق خلال أوقات الذروة، مما يساعدها على تقديم خدمات الطعام بسرعة وكفاءة عاليتين.

٢- إدارة المطبخ السحابي ذاتيًا:

كما بدأت بعض الفنادق في تبني نموذج إدارة المطبخ السحابي بشكل مستقل دون الاعتماد على أطراف خارجية، ويتطلب هذا النموذج استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتكنولوجية والموارد البشرية، حيث تقوم الفنادق بتجهيز مطابخها بأحدث التقنيات والموارد اللازمة لضمان كفاءة العمليات، ومع ذلك، يوفر هذا النموذج مرونة أكبر في تقديم الخدمات والتحكم بعمليات تحضير وتوصيل الطعام.

ومن خلال إدارة المطبخ السحابي ذاتيًا، يُمكن للفنادق توسيع نطاق خدماتها لتشمل تقديم الوجبات للعملاء الخارجيين، وتحقيق زيادة ملحوظة في الإيرادات، حيث يمكن للفنادق تقديم وجبات عالية الجودة عبر منصات التوصيل الرقمية دون الحاجة إلى شريك خارجي.

بالإضافة إلى ذلك، يمنح هذا النموذج الفنادق القدرة على الابتكار وتقديم قوائم طعام مميزة تلبي مختلف التفضيلات، مما يعزز من سمعة الفندق في السوق ويزيد من ولاء العملاء.

٣- الشراكة مع مطابخ سحابية خارجية:

كما بدأت بعض الفنادق في تبني نموذج جديد يقوم على إلغاء تشغيل مطابخها الداخلية بالكامل والاعتماد على مطابخ سحابية خارجية لإدارة خدمات الطعام، وهو ما يهدف إلى تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية بشكل ملحوظ، ومن خلال هذه الشراكة، تستفيد الفنادق من استغلال المساحات المتاحة بشكل أكثر فعالية، مما يسهم في زيادة الإيرادات عبر أفكار خدمات الضيافة الإضافية التي يمكن تقديمها عبر تلك المساحات.

ورغم أن العديد من الخبراء يشيرون إلى أن هذا النموذج يوفر فوائد كبيرة لكلا الطرفين، بما في ذلك زيادة كفاءة العمليات وتخفيض تكاليف الاستثمار للمطابخ السحابية ، إلا أن الخبراء يحذرون من الإعتماد الكلي على خدمات الأغذية الخاصة بمطابخ سحابية خارجية دون دراسة وتحليل.

حيث يتطلب تحقيق التوازن بين تقليل التكاليف والحفاظ على جودة الخدمة ورضا النزلاء اهتمامًا خاصًا لضمان نجاح الشراكة وتحقيق الأهداف المرجوة، دون تعريض سمعة العلامات التجارية في السوق للضرر أو الخطر جراء تقديم مستويات متدنية أو غير ثابتة من الخدمة.

ويُذكر أن التحول نحو المطابخ السحابية يمثل نقلة نوعية في صناعة الضيافة ، حيث يمنح الفنادق فرصة لتقديم خدمات مبتكرة وفعالة تلبي احتياجات العملاء بطرق جديدة، ومن المتوقع أن تتعزز قدرة الفنادق على زيادة إيراداتها مع استمرار توسع هذه النوعية من الشراكات في المستقبل، كما يتوقع تضاعف قدرتها على تلبية تطلعات المستهلكين الذين يبحثون عن مرونة أكبر في تجاربهم الغذائية وخدمات الضيافة الخاصة المقدمة لهم. 

يمكنك أيضًا قراءة:

   ٧ استخدامات لتقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الفنادق

   قواعد جديدة لخدمة الشات بوت في المطاعم و الفنادق

   ٨ ترندات تتجه لها الفنادق و خدمات الضيافة في ٢٠٢٤